بقلم زياد يماني

بين أراء الفنانين والادباء وتنوع المصادر كان الجدل حول هذا العمل الإبداعي الذي عرض لأول مرة في عام 1973 بعنوان مسرحية “مدرسة المشاغبين “، حيث رأى البعض أن اصل المسرحية يندرج من رواية وجذور فرنسية للكاتب روجيه فرديناند الذي كتب نص المسرحية المعروفة ب”Les J3″ في أربعينيات القرن العشرين. يتناول النص حياة طلاب مراهقين داخل مدرسة داخلية، بتمردهم، وصراعاتهم المختلفة ولكن اغلب المصادر تقول ان اصل العمل الكوميدي كان من فيلم بريطاني بعنوان ” إلى المعلم مع الحب ” والذي عرض في عام 1967
بوستر الفيلم البريطاني To Sir With Love

قدّم الكاتب المصري علي سالم والمخرج جلال الشرقاوي مسرحية مدرسة المشاغبين على خشبة المسرح المصري، مستلهمين روح التمرّد، لكن بلغة ولهجة ومواقف تنتمي للثقافة المصرية .

لم يكن الهدف محاكاة الاوروبين ، بل نقلت الفكرة إلى واقع مصري يعيش أزمات تعليمية، واجتماعية، وشبابية. فبهجت الأباصيري ومرسي الزناتي واحمد الشاعر وعلام الملواني والبقية لم يكونوا طلابًا فرنسيين ولا بريطانين بأي حال من الاحوال ، بل أولاد حقيقيون من شوارع مصر. وهنا يبرز سؤال: هل المسرحية مقتبسة ؟ نعم. لكنها لم تبقَ اقتباسًا جامدًا. لقد تَمصّرت. واكتسبت طابعًا خاصًا جعل منها عملاً فنيًا مستقبلا.
صورة للفنان محمود الجندي الذي كان بديلا للفنان احمد زكي بعد عرضها في 1980 ويظهر عادل امام وسعيد صالح وهادي الجيار ويونس شلبي

تم تلوين مسرحية ” مدرسة المشاغبين ” مؤخرا بالألوان المتنوعة المناسب لمستوى الصورة الحالي المواكب لتقنية المنصات الاعلامية وشاشات التلفزيون الحديثة وعرضت على منصة شاهد VIP التابعة لمجموعة قنوات MBC ولا زال الجيل العربي القديم يستمتع بالنسخة الكلاسيكية التي تحمل لونين مثل الابيض والاسود لانها تأصلت في أعماق ذكرياتهم

يرى كثير من الأدباء والمفكرون في العالم العربي أن مسرحية مدرسة المشاغبين كانت علامة سوداء في تاريخ الفن العربي حيث لا مكان لاحترام المعلم ولا موطن تقدير للعلم والدراسة بل كسر لهيبة المدرس او المعلم التي ظلت هيبته موجودة لقرون وتكاد تختفي لاسباب كثير لا مجال لشرحها الان ولكن يبقى الفيصل والمقياس هو النجاح الحقيقي الذي امتد لاكثر من خمسين عام ذكرياتها الضحك والابتسامة والانبهار من نجومية الممثلون الذين غادروا هذه الحياة تاركين وراهم تسابق المنصات و القنوات الفضائية في عرض اعمالهم وان مثل هذه البصمات يصعب تكرارها في الفن المعاصر !!