بقلم وديع بنجابي
في زيارتي الأخيرة إلى قمة الذكاء الصناعي التي رفعت شعار “N3: الآن، القادم، والأبدي”، وجدت نفسي جالساً بجانب نافورة تُهدهد أفكاري بهدير مياهها الهادئ. هذه القمة، بتقنياتها المتقدمة وعروضها الفريدة، أثارت في نفسي تساؤلات عديدة حول شكل الحاضر والمستقبل وما لا نهاية لهما.
بدا المكان وكأنه يمتد إلى أفق بعيد لا حدود له، حيث كان كل شيء ممزوجًا بإبداع غير عادي. وبينما كان الماء ينساب بهدوء، عشت لحظة حقيقية وسط كل ما هو مختلط في إدراكي من أصوات وأفكار.
كانت لي فرصة محادثة مع أحد موظفة الاستعلامات الافتراضية للقمة، حيث كانت تتحدث بحماس عن مستقبل الذكاء الصناعي وكيف يمكن أن يغير حياتنا. لم يكن المؤتمر يقتصر على الشروحات التقنية فحسب، بل تخللته تجارب تفاعلية مذهلة. بعد ذلك، استقبلني روبوت بابتسامة رقمية وقدم لي هدية تذكارية تعبيرًا عن الترحيب والضيافة.
كما حظيت بتجربة خاصة في إحدى الأروقة المصممة بشكل متميز. قادني الرواق في رحلة غامرة عبر تاريخ الذكاء الصناعي، بدأت من آلة تورينغ التي كانت تعتبر حجر الأساس لهذا العلم، وصولاً إلى الأنظمة المتقدمة مثل “شات جي بي تي”. خلال هذه الرحلة، تم تسليط الضوء على كيفية تطور الذكاء الصناعي من مجرد مفهوم نظري إلى قوة تكنولوجية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل مستقبلنا.
المشروب الذي أعده روبوت “مكسوليجت” حمل اسم “كوانتم بيري”، وكان تجربة أخرى تضاف إلى تجاربي الغامرة. كانت تلك اللحظات مليئة بالمفاجآت والتساؤلات حول مدى التطور الذي قد نصل إليه في المستقبل، وكيف يمكن أن يصبح الذكاء الصناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
في النهاية، كانت زيارتي لقمة الذكاء الصناعي تجربة فريدة، جمعت بين التأمل الشخصي في المستقبل والتفاعل الحي مع تقنيات تتخطى حدود الخيال. تلك التجربة فتحت آفاقًا جديدة للتفكير في شكل العالم الذي نعيشه الآن، والعالم الذي ينتظرنا في المستقبل، والأشياء التي ربما لن تتحقق أبدًا.