رعد بدر من الأب الذي أحب اللعب مع أطفاله إلى رائد في عالم الذكاء الاصطناعي

وديع بنجابي

في لحظة عابرة، وبينما كان رعد بدر، الأب المحب لطفليه، ينتظر وجبته في أحد المطاعم، وجد نفسه يلعب لعبة “إكس أو” مع ابنته الصغيرة، وداد. لم يكن يدرك حينها أن هذه اللعبة ستفتح أمامه بوابة لعالم لم يكن يخطر بباله: عالم تطوير الألعاب الرقمية والذكاء الاصطناعي.

لم تكن لعبة “إكس أو” سوى البداية؛ فقد شعر رعد بعدم رضاه عن جودة الألعاب المتاحة في متجر التطبيقات، مما أوقد شرارة الإبداع بداخله. قرر أن يصنع شيئاً مختلفاً، فأخذ يتعلم بنفسه كيفية تصميم وتطوير الألعاب الرقمية عبر الإنترنت، مستعيناً بمصادر تعليمية متاحة مثل يوتيوب، في ظل غياب معاهد متخصصة محلياً. وأصبح يبحث ويجرّب حتى تعلم البرمجة وتصميم الألعاب.

خطوة وراء خطوة، تحدى رعد نفسه بالمشاركة في مسابقات دولية، مثل “معرض الألعاب” في أبو ظبي، حيث حصل على المركز الأخير في مشاركته الأولى. لكن هذه التجربة كانت نقطة انطلاق جديدة، إذ واصل رحلة التعلم حتى حصل على شهادة متخصصة من شركة Unity بعد اجتيازه اختباراً صعباً.

ومع مواصلة تطوير نفسه، قاد رعد فريقاً في مسابقة “Hackathon Arabia” بالرياض، ونجح في الفوز بالمركز الأول. ثم شارك في هاكاثون الحج، وهو من أكبر المسابقات، حيث تم اختياره ضمن أفضل 90 فريقاً، وفاز في مسابقة أخرى نظمها البنك الإسلامي للتنمية، مما عزز من مكانته.

حول رعد شغفه إلى مشروع تجاري، حيث أسس سابقا شركة ألعاب رقمية، هدفها ليس الترفيه فقط، بل تقديم ألعاب تحمل محتوى تربوي وثقافي يعزز القيم في مجتمعنا. تطلعات رعد لا تقف عند الإنجازات، فهو يدعو لتقديم دعم أكبر للمطورين وتوفير بيئة تدريبية متخصصة تساعدهم على تحويل أحلامهم إلى واقع، على غرار معاهد مثل MIT.

رعد بدر، من مجرد أب يحب اللعب مع أطفاله إلى مبدع يعيد تشكيل مشهد الألعاب الرقمية محلياً، قصة تلهم الجميع بضرورة التمسك بالشغف وتحدي الصعاب للوصول إلى النجاح.

Check Also

سمو ولي العهد يتوج بطل كأس العالم للرياضات الإلكترونية

القراءة الصوتية 21 صفر 1446هـ الموافق 25 أغسطس 2024م واسبتشريف من صاحب السمو الملكي الأمير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *