واس…
في نهج طموح، وخطوة تاريخية جديدة تعكس مدى حرص جمعية الكشافة العربية السعودية بالتعاون مع قطاعاتها المختلفة، على التطوير المستمر، والعمل على كل ما يعزز ريادتها وتميزها، تباشر “الجمعية” خدمة حجاج بيت الله الحرام هذا العام بعمل مؤسسي منظم تهدف منه إلى رفع كفاءة الأداء للعمل، وتحسين فاعليته، مع الالتزام بتطبيق ورفع جميع أبعاد الجودة الشاملة، تحقيقًا لمستهدفات برامج رؤية المملكة 2030.
وبخطى حثيثة عملت “الكشافة السعودية” لمجاراة تطورات العصر وتقنياته المتسارعة، ووفرت البيئة المناسبة التي تتوافق وسياسة الحماية من الأذى التي تنشدها المنظمة الكشفية العالمية، ورفعت من كفاءة القائمين بالعمل من القيادات الكشفية من خلال التدريب، وحضور الدورات المتخصصة من أجل إكسابهم المهارات والمعارف الجديدة التي تساعدهم على تحسين الأداء الذي يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف المنشودة.
وتساند الجمعية العربية السعودية للكشافة في موسم الحج هذا العام العديد من الجهات، ومنها: وزارة الحج والعمرة، ووزارة الصحة، ووزارة التجارة، وأمانة العاصمة المقدسة، والبنك الإسلامي للتنمية، وذلك من خلال إرشاد التائهين، وتنظيم المراجعين داخل المستشفيات، وإيصال المتعافين إلى مخيماتهم ومقار سكنهم، وعلاج الحالات الإسعافية البسيطة من الجوالة طلاب كليات الطب، إضافة إلى مراقبة الأسعار، والتأكد من توفر المواد الغذائية، ومنع الافتراش والمباسط العشوائية، والتنظيم داخل المجازر.
وتتيح “الجمعية” عبر موقعها الرسمي تحميل برامج الإرشاد الإلكتروني للهواتف الذكية، تتضمن برنامج الإرشاد، ودليل مشعري منى وعرفات الإرشادي، والخرائط الإرشادية للمنطقة المركزية للحرم المكي، والمسجد النبوي، ومشعري منى وعرفات، وحي العزيزية بمكة المكرمة، كما يقدم الكشافة خدمة الإرشاد المتجول من خلال استحضار المعلومات من على أسورة الحجاج، وإرشاد الأطفال التائهين من خلال نشر صورهم على موقع “الجمعية” الإلكتروني.
وتاريخيًا تعود خدمة الكشافة لضيوف الرحمن إلى أواخر السبعينيات الهجرية بمجموعة اجتهادية من كشافي العاصمة المقدسة بلغ عددهم 100 كشاف، كان عملهم مقتصراُ حين ذاك على التعاون مع جهاز وزارة الحج بالأراضي المقدسة، ثم شاركهم مجموعة من كشافي محافظتي جدة والطائف إلى عام 1382هـ حيث بدأت الخدمة رسمياً برعاية جمعية الكشافة العربية السعودية، حيث اتسعت دائرة الخدمة لتشتمل الإسهام مع جمعية الهلال الأحمر السعودي في تقديم الخدمات الطبية.
وكان من الطبيعي بعد أن اكتسبت الجمعية الصفة الدولية بالاعتراف بها عضواً بالمنظمة الكشفية العالمية عام 1383هـ، وبعد ما امتلكت الخبرة في الخدمة العامة بالحج أن تتجه بتفكيرها إلى الشباب المسلم الذين ينتمون إلى الحركة الكشفية بمختلف بلاد العالم؛ ليقفوا جنباً إلى جنب مع الشباب السعودي في تنفيذ المشروع لتتوطد أواصر الأخوة بينهم جميعاً.
ولحاجة مثل ذلك المشروع إلى الإلمام بعدة لغات، وأهل هذه اللغات من الشباب هم خير من يستطيع التفاهم والتعامل مع مواطنيهم من الحجاج، فكان أن صدرت موافقة الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – في 24/ 4/ 1384هـ ، بإقامة التجمعات العربية والإسلامية ، التي أقيمت من عام 1384هـ إلى عام 1394هـ بواقع تجمع كل سنتين، وقد كان التجمع الأول العربي والإسلامي عام 1384هـ وحضرته 16 دولة، يمثلها 120جوالا، ثم عقد التجمع الثاني عام 1386هـ وحضرته 19 دولة مثلها 123جوالاً، كما كان التجمع الثالث عام 1388هـ، وحضرته 20دولة، مثلها 120 جوالاً، والتجمع الرابع عام 1390هـ، وحضرته 22 دولة، مثلها 130 جوالاً، والتجمع الخامس عام 1392هـ، وحضرته 24 دولة، مثلها 145 جوالاً، أما التجمع السادس فكان عام 1394هـ، وحضرته 19 دولة، مثلها 114 جوالاً.
وبعد هذه التجربة رغبت جمعية الكشافة أن يختص بشرف هذه الخدمة أبناء هذه البلاد المباركة، بعد أن انتشرت الحركة الكشفية في المملكة واشتد عودها، وتنوعت المراحل الكشفية فيها، فكانت الانطلاقة سعودية خالصة بشكل سنوي منذ عام 1395هـ حتى الآن، بالعمل مع مختلف القطاعات الكشفية ومع شركاء النجاح في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والمدينة المنورة، والمنافذ البرية والجوية والبحرية، ومدن الحجاج.
وها هي جمعية الكشافة تسخر كوادرها كافة في موسم حج هذا العام، اضطلاعاً بمهمتها في خدمة ضيوف الرحمن، وبالتنسيق والتكامل مع جميع القطاعات التي تقدم الخدمة التطوعية، حيث تسعى جاهدة ضمن منظومة العمل الكبيرة لجميع قطاعات الدولة؛ لتقديم أفضل الخدمات، وتوفير كل ما من شأنه تيسير أعمال الحج، وخدمة حجاج بيت الله الحرام الذين يفدون من كل فج عميق.
شاهد أيضاً
الدكتور مصعب الحربي : الاتصال المؤسسي أداة استراتيجية لنجاح المؤسسات
جده -محمدالعمريأفصح أستاذ العلاقات العامة والإعلام – مدير المركز الإعلامي المتحدث الرسمي بجامعة الملك عبد …