طرز التصميم الداخلي قديماً

لابد على المصمم أن يكون مطلعاً على الطرز التاريخية للأثاث والتصميم الداخلي ، ليس فقط لأن بعض العملاء يفضلون طرزاً معينة للأثاث ولكن أيضاً حتى يكون المصمم مدركاً للأبعاد التاريخية والثقافية خلف أي قطعة أثاث يستخدمها .
فادراك الظروف التاريخية لطرز الأثاث يمكّن المصمم من الوصول لأقصى استفادة ممكنة للفراغ المطلوب تصميمه وأيضاً معرفة أي القطع يمكن استخدامها ومعرفة مايمكن مزجه من هذه الطرق ومالايمكن مزجه.
والطراز هو مجموعة من العناصر التي تشترك في مواصفاتها العامة وفي الفترة الزمنية التي صنعت فيها لتعطي طابعاً خاصاً مختلف عن غيرها من الطرز ، فالأثاث والتصميم الداخلي والإكسسوارات ووحدة الإضاءة في طراز ما ، تشترك في خواص معينة ، مثل الخامات والمجموع اللونية والزخارف المستخدمة ، وهو مايمكّننا من التفرقة بين طراز وآخر .
طرق التصميم والأثاث تأثرت بشدة بالظروف التاريخية والسياسية التي تحيط بنشاطهم ، لذا نجد أن خلف كل تصميم سبب يتعلق بظروف المكان الذي نشأ فيه .
الطراز الأوروبي الكلاسيكي : هو أطول الطرز الأوروبية عمراً فقد امتد من القرن الثاني عشر إلى القرن الخامس عشر وقد كان من الأساس طرازاً دينياً استخدم في تصميم الكنائس والكاتدرائيات والتي شهدت مبالغة في أحجامها لترمز لسيطرة الكنيسة الكاثوليكية على أوروبا.


أما الطراز القوطي شهد العديد من السمات المعمارية العربية والتي حملها معهم العائدون من الحملة الصليبية مثل استخدام العقود والزجاج الملون وبعض الزخارف الجصية النباتية والخطية أو متأثرين بعمارة المسلمين في الأندلس ومن الخصائص المميزة الطراز القوطي ، انعكاس خطوط العمارة على قطع الأثاث ويظهر ذلك في تصميم ظهور الكراسي والأرائك التي صممت بإرتفاع كبير وأخذ خطها الخارجي شكل العقود المدببة ثم يتم زخرفة الفراغات بنفس الزخارف المستخدمة في واجهة المبنى ويتكرر ذلك في الأرجل والجلسات .


ثم أتى بعد ذلك عصر النهضة وكان في القرنين الخامس عشر والسادس عشر وهو خروج أوروبا من العصور المظلمة وعودتها إلى سلم الحضارة ،فكانت السمة الرئيسية هي استلهام عناصر الحضارة الرومانية ، فأثر ذلك بدوره على العمارة التي أعادت اكتشاف عناصر العمارة الرومانية ونقوش الزخرفة ومايميز هذا العصر هو ظهور الأثاث والمباني الفاخرة لأفراد وكسر احتكار الكنائس لمظاهر الفخامة فزاد الطلب على الأثاث والمفروشات .


وفي القرن السادس عشر ظهر بفرنسا طراز هنري الثاني والذي كان متأثراً بفنون النهضة في ايطاليا وتميز ذلك العصر بالنشاط الفني الكثيف
وفي نفس الوقت ظهر في انجلترا طراز اليزابيث والذي ظل متأثراً بالطراز القوطي بصورة كبيرة .


أما الباروك فهو حركة فنية ظهرت في القرن السابع عشر إلى منتصف القرن الثامن عشر حيث ظهرت بتشجيع من الكنيسة الكاثوليكية لمقاومة حركة الصالح الديني وأهم خصائصها الأعتماد على التباين وتأكيد الحركه وزخم التفاصيل .

 

ثم في منتصف القرن الثامن عشر ظهرت حركة فنية أخرى هي الروكوكو ، فإن كان الباروك يهدف إلى إظهار العظمة والفخر فإن الروكوكو كان يهدف إلى إظهار الرقة والأنثوية وسمي بالروكوكو بالاعتماد على زخارف الحجرة والقوقعة.

النيو كلاسيك
تميز طراز لويس السادس عشر بالخفة وبساطة الشكل وقلة الزخارف مقارنة بالطراز السابقة فتجد الأرجل المستقيمة المزينة بالخشخانات المستوحاة من الأعمدة الإغريقية ، واختفت المنحنيات من وحدات الأدراج والخزانات كما اكتسبت الحشوات الشكل المستطيل .


الأرت ديكو
تأثر مصممو الأرت ديكو بالمدرسة التكعيبية من الفنون ، كما استخدموا الألوان الجرىئة المشبعة متأثرين بالمدرسة الوحشية وتأثروا أيضا بطراز لويس السادس عشر واستخدموا تأثيرات من شرق آسيا والهند ومصر واستخدموا الخامات الثمينة والنادرة مثل العاج والابنوس والخامات التي تدل على الثراء مثل الذهب والرخام كما استخدموا الخامات الصناعية مثل الزجاج والالمنيوم.

ثم بعد ذلك بدأت بالظهور الطرز الحديثة المستخدمة في عصرنا الحالي مثل المودرن والبوهو والاسكندنافي والكثير من الطرق المستحدثة في التصميم الداخلي ، والتي سنستعرضها لكم لاحقاً.

شاهد أيضاً

مشعل بن فهد.. صوت شاب جديد يكتب فصلاً مشرفاً في مسيرة الأدب السعودي.

في معرض الكتاب بجدة، وقع الشاب السعودي مشعل بن فهد روايته الأولى بعنوان “القلعة الملعونة”، …