قال المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطرق، عبدالعزيز العتيبي، إن مبادرة تبريد الأسطح الإسفلتية التي جرى تنفيذها في عدد من المواقع في المشاعر المقدسة ستخفض درجة حرارة سطح الطريق إلى حوالي 15 درجة مئوية، الأمر الذي يسهل على الحجاج أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، كاشفاً عن إمكانية تطبيق المبادرة ذاتها بشكل أكبر في المناطق الأخرى مثل المدينة المنورة، ولا تزال الأبحاث والدراسات مستمرة لتنفيذها في تلك المناطق حسبما أفصح لـ”العربية.نت”.
وقال عبدالعزيز العتيبي في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” إن المادة المستخدمة لتبريد الأسطح مكونة من مواد محلية الصنع، إذ ابتُكرت قبل عام ونصف من الآن، فيما جرى تجربتها بأحد الأماكن في مدينة الرياض التي تكثر فيها التجمع البشري، ونفذت بعدها في المشاعر المقدسة في العام الماضي في ممر المشاة عند الجمرات، وأثناء هذه التجربتين أثبتت المادة فعاليتها بتخفيض درجة الحرارة إلى نحو 15 درجة مئوية.
وتوسعت الهيئة العامة للطرق في تنفيذ هذه المبادرة بالشراكة مع عدد من الجهات ذات العلاقة منها “وزارة البلدية والشؤون القروية والإسكان، ووزارة الحج والعمرة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وبرنامج جودة الحياة، وأمانة العاصمة المقدسة، حيث تم تنفيذها بجانب مسجد نمرة بمشعر عرفات وذلك بمساحة 25 ألف متر مربع، حيث تأتي هذه الخطوة تأكيداً على حرص المملكة على خدمة ضيوف الرحمن، وتقديم كافة التسهيلات والخدمات التي تسهم في تسهيل أداء ضيوف الرحمن لمناسكهم بكل يسر وسهولة.
وتأتي فكرة هذه التجربة في كون أن الطرق تمتص درجة الحرارة أثناء النهار، وتصل درجة حرارة الطرق في بعض الأحيان إلى 70 درجة مئوية، كما تقوم الطرق علميًا بإعادة إطلاق هذه الحرارة ليلًا مما يسبب ظاهرة علمية تسمى “ظاهرة الجزيرة الحرارية”، التي تؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة، وتلوث الهواء.
وأتت الحاجة لمعالجة “ظاهرة الجزيرة الحرارية”، عبر تجربة استخدام ما يعرف بالأرصفة الباردة، وهي عبارة عن عدة مواد لها القدرة على امتصاص كميات أقل من الأشعة الشمسية، من خلال قدرت هذه المادة على عكس الأشعة، ومن ثم تكون درجة حرارة سطحها أقل من الأرصفة التقليدية، وتناسب هذه المادة الطرق المحيطة بالمناطق السكنية.
وتهدف هذه التجربة لخفض درجة الحرارة في الأحياء والمناطق السكنية، وتقليل الطاقة المستخدمة في تبريد المباني وتقليل آثار تغير المناخ، وتسهم هذه التقنية في توفير بيئة أكثر راحة في مناطق الانتظار، والمناطق التي يتجمع فيها الناس.
وتعمل الهيئة العامة للطرق على تطوير الأبحاث والتجارب العملية انطلاقاً من دورها كجهاز حكومي مشرف ومنظم لقطاع الطرق في المملكة، وتماشياً مع رؤية استراتيجية القطاع التي نصت على التشجيع والابتكار، كما تسهم استراتيجية قطاع الطرق في رفع مستوى جودة الطرق للوصول للمؤشر السادس عالمياً، وخفض الوفيات لأقل من 5 حالات لكل 100 ألف نسمة بحلول 2030، ليواصل قطاع الطرق دوره الريادي في تمكين العديد من القطاعات الحيوية والواعدة، وذلك عبر شبكة طرق المملكة التي تعد الأولى على مستوى العالم في ترابطها بأكثر من 73 ألف كم.