عبدالله بنجابي: مكة المكرمة:
في موقفٍ خلّده التاريخ بين السيدة خديجة رضي الله عنها والنبي ﷺ في بداية الدعوة، عندما رجع عليه الصلاة والسلام من غار حراء بعد نزول الوحي عليه لأول مرة، وكان مرعوبًا ومرتجفًا، قال لها: “خشيت على نفسي!”…
فردّت عليه السيدة خديجة رضي الله عنها بكلماتٍ خالدة، مليئةٍ بالحب والثقة:
“كلا! والله لا يُخزيك الله أبدًا.”
لماذا؟ 🤔
لأنها كانت تعرفه جيدًا، فقالت له:
“إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتُقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق.”
تعني: يا محمد أنت إنسان مليء بالخير والكرم والرحمة… فكيف يخيّبك رب العالمين؟!
هذا مستحيل!
ومن هنا، أصبحت هذه الجملة رمزًا للتفاؤل والثقة بربّنا الكريم سبحانه وتعالى، ولن يُخيب عبدًا كان رحيمًا كريمًا، محسنًا، واصلًا لرحمه.
وحتى لو تغيّرت الصيغة (من “لا يُخزيك” إلى “لن يُخيبك”)، فالرسالة واحدة: إنّ الله عزّ وجل لا ينسى عبده أبدًا!