يشهد المجال الطبي ثورة تقنية هائلة مع ازدياد استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانبه، بدءا من التشخيص إلى العلاج والتأهيل، وتعد الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي أحد أهم التطورات التي تحدث نقلة نوعية في الرعاية الصحية، حيث يقدم حلولا مبتكرة لتحسين دقة التشخيص، وبالتالي زيادة كفاءة الطرق العلاجية، ذكرت مجلة Science Alert العلمية أن الذكاء الاصطناعي يسهم في التشخيص الطبي بطرق مختلفة، منها أنه يتمكن من تحليل الصور الطبية، مثل صور الأشعة السينية والرنين المغناطيسي، بقدرة قد تفوق قدرة البشر في بعض الأحيان، حيث يمكنه التعرف إلى العلامات الدقيقة، التي قد يصعب على الطبيب رصدها، مما يساعد في اكتشاف الإصابة بالأمراض في مراحلها المبكرة.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضا تحليل البيانات الطبية الضخمة، مثل سجلات المرضى ونتائج الفحوصات الطبية لتحديد الروابط بين الأعراض والأمراض، وبالتالي يساعد الأطباء على تشخيص الأمراض بدقة أكبر وبطرق أكثر كفاءة، ويقدم الذكاء الاصطناعي الكثير من الدعم للقرارات الطبية من خلال تحليل البيانات، وتقديم نتائج للأطباء بناء على أحدث المعلومات الطبية والأدلة العلمية، ويتمكن أيضا من وصف بعض العلاجات والأدوية التي تتوافق مع علاج المرض والحالة الصحية للمريض، بعد تحليل بيانات المريض والاطلاع على تاريخه المرضي، أظهرت العديد من الدراسات العلمية فعالية الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي، ففي إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة أكسفورد البريطانية، أظهر نظام ذكاء اصطناعي قدرة تفوق قدرة أطباء الجلدية على تشخيص مرض سرطان الجلد بدقة 95%.
وفي دراسة أخرى، أظهر الذكاء الاصطناعي قدرة على تمييز سرطان الثدي في صور الأشعة بدقة 99%، ولا تعد الدقة في تشخيص الأمراض الفائدة الوحيدة للاستعانة بالذكاء الاصطناعي في هذا المجال، لكن سرعة التشخيص وتقليل وقت الانتظار وتحسين جودة الرعاية المقدمة للمريض تعد أيضا من مميزات الذكاء الاصطناعي، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تقليل تكاليف الرعاية الصحية من خلال تحسين دقة التشخيص وكفاءة العملية الطبية، على الرغم من الفوائد التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض، فإن هناك بعض المخاوف والتحديات التي تجب مراعاتها، من بينها الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، حيث يجب على الأطباء عدم الاعتماد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي في التشخيص، بل يجب عليهم استخدام مهاراتهم الطبية وتجاربهم لتقييم نتائج الذكاء الاصطناعي واتخاذ القرارات النهائية، ويجب أيضا ضمان سرية بيانات المرضى وأمانها عند استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص، كما قد يظهر الذكاء الاصطناعي تحيزا في نتائجه إذا لم يتم تدريبه على بيانات متنوعة وشاملة.