جده محمد العمري،
في ظلّ النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، تتلألأ أسماء نسائية أثبتت جدارتها، ونقشت حضورها في ميادينٍ شائكة لطالما غلب عليها الطابع الذكوري. من بين أولئك النسوة المتفرِّدات، تبرز المهندسة سماح بخش، عَلَمٌ من أعلام التميّز، ونموذجٌ يُحتذى في الإرادة والبذل والتفرّد العلمي والمهني.
ريادةٌ في الاختصاص وتفرُّد في المسار
كانت المهندسة سماح بخش من الرائدات اللواتي انطلقن في ركب الابتعاث، فارتادت رحاب الولايات المتحدة الأمريكية، ونهلت من معين العلم في واحدة من أعرق الجامعات العالمية، جامعة نيويورك (New York University)، لتحصل على درجة الماجستير في هندسة تخطيط النقل، كأول سعودية تختص بهذا المجال الدقيق.
وحين عادت إلى ثرى الوطن، لم تأنس الراحة، بل التحقت بأهم المشاريع الوطنية الطموحة، وفي مقدمتها مترو الرياض ومشروع مسار مكة – البلد الأمين، مُسهمةً في صياغة البنية التحتية لمدننا، ومُجسّدةً الرؤية المستقبلية لمجتمعٍ حضري مزدهر.
دور مجتمعي متألِّق ومساعٍ لتمكين المهندسات
لم تُسجَن إنجازات المهندسة سماح بخش في نطاق الهندسة فحسب، بل تعدّتها إلى ميادين العطاء المجتمعي، حيث شغلت منصب عضو مجلس إدارة جمعية مهندسات سعوديات، وكانت من الأصوات الفاعلة في لجنة السلامة المرورية، كما تقلّدت سابقًا منصب نائبة رئيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية في المنطقة الغربية.
وفي رصيدها العديد من المبادرات والمشاركات الرصينة، منها:
• الزيارات الميدانية لمشروعات رائدة كـ كروز السعودية ومسار مكة
• تمثيل الجمعية في اليوم الهندسي بجامعة الملك عبدالعزيز – مارس 2025
• مساهمات إعلامية ناقشت فيها قضايا تخطيط المدن والسلامة المرورية، وكان لها دورٌ بارز في تسليط الضوء على أسباب انخفاض نسبة الحوادث المرورية بنسبة 33% في المملكة.
مزج بين العِلم والفن
ومن ملامح شخصيّتها المتفرّدة، قدرتها على الدمج بين الصرامة الهندسية والذائقة الفنية، إذ دشّنت معرضها الفني المميز “وجوه ساحرة 3”، والذي تمازج فيه الفن التشكيلي مع فلسفة المكان والهُوية، فأخرجت لوحةً نابضة بالجمال والإنسان.
تكريم وطني مستحق
وفي النسخة الثالثة من مؤتمر #المرصدالوطنيللمرأة، المُنعقد في الرياض تحت عنوان #خطواتطموحةللمستقبل، كان للمهندسة سماح بخش حضور يليق بمكانتها، حيث أُشيد بمسيرتها الرائدة، وذُكر اسمها ضمن الكفاءات النسائية الوطنية التي صنعت الفارق.
رؤية سامية ودعم كريم
تؤمن المهندسة سماح بخش بأن ما بلغته من مكانة ما كان ليتحقق لولا الدعم السخي من قادة الوطن، الذين منحوا أبناء وبنات هذا البلد المعطاء كل سُبل النجاح، من تعليمٍ مبتعث إلى احتواءٍ حاضن وثقةٍ متجددة.
وقد سعت، بكل ولاءٍ وإخلاص، أن تُترجم هذا الدعم إلى منجزاتٍ على أرض الواقع، تُسهم بها في بناء وطنٍ يُضاهي الأمم.
في الختام
المهندسة سماح بخش، ليست فقط رائدةً في تخصصها، بل هي حكايةٌ مُلهمةٌ لفتاةٍ آمنت بنفسها، ووطنٍ آمن بها.
إنها لبنة من لبنات الطموح السعودي، ووجهٌ مشرقٌ من وجوه النهضة النسائية في عهدٍ يتفيّأ ظلال التمكين والازدهار.