بقلم : زياد يماني
في صباح السادس عشر من مايو 2025، استيقظت مدينة ينبع على خبر مؤلم غمر أزقتها ومجالسها بالحزن: رحيل الفنان الكبير ياسين سلامة، أحد أعمدة الفن الينبعاوي الأصيل، وصوت من أصوات التراث الشعبي الذي لا يُنسى.
نشأ العم ياسين يتيماً، لكنه لم يكن أبداً وحيداً، إذ احتضنته أروقة أحياء ينبع التاريخية، ووجد في الفن مأوى وسنداً. صار وجهه مألوفاً لكل من مرّ بذلك المحل الموسيقي الشهير، حيث كان يدير استريو التسجيل الذي ضمّ بين رفوفه نوادر وروائع الفن العربي والخليجي، خاصة ذلك الفن الينبعاوي الطربي الذي طالما أغناه العم ياسين بروحه وتوثيقه، حتى مع معاناته الصحية المستمرة وصعوبة حركته منذ الصغر.



ابن الفنان ياسين سلامة عازف الكمان الرائع الاستاذ الياس ياسين بجانب الممثل زياد يماني
لم يكن مجرد جامع أرشيف، بل كان حافظاً أميناً لذاكرة فنية يتلاشى كثير منها بغياب أهلها، فكان صوته الشجي حاضراً دون مايك، وكان حضوره كريماً، دافئاً، بسيطاً.
سوف نفتقد تلك الجلسة اليومية الجميلة العفوية البسيطة امام ذلك المحل وكاسة الشاي من يد العم ياسين
ورغم غيابه، سيبقى العم ياسين حاضراً في ذاكرة ينبع، في نغمات الفن الشعبي، وفي زوايا محله، وفي قلوب محبيه.
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.