بقلم / نوال الزهراني
شهدت السنوات الأخيرة تطورًا هائلًا في مجال الذكاء الاصطناعي (AI)، حيث أصبح تأثيره بارزاً في العديد من المجالات.ويمكن تعريف الذكاء الاصطناعي على أنه مجال في علوم الكمبيوتر يهتم بإنشاء أنظمة تمتاز بالقدرة على تنفيذ مهام تتطلب الذكاء البشري، مثل التعلم، والتفكير، وحل المشكلات.وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي كان في الماضي مجرد خيال علمي ،إلا أنه أصبح أمراً طبيعياً في عصرنا الحالي، حيث نلاحظ الآن مدى عمق اختراق الذكاء الاصطناعي لكل جانب من جوانب الحياة ،وتُعدّ الفنون من ضمن المجالات التي اُستخدم فيها الذكاء الاصطناعي ورغم أن الذكاء الاصطناعي والفن يبدوان كعالمين متناقضين، الأول يعتمد على الحسابات والخوارزميات، والثاني يعتمد على الإبداع والعاطفة ، إلا أنّ التقدم قد أدى إلى اندماج هذين العالمين بطريقة مدهشة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الفن والتكنولوجيا وموقف الفنان منه.دخول الذكاء الاصطناعي إلى مجال الرسم يمكن أن يخلق فرصًا عديدة ومبتكرة ، على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء الصور والتصاميم الفنية بشكل فوري عند تزويده بالمعلومات ، مما يساعد الفنانين على توسيع إبداعهم وتجربة أفكار جديدة. ومع ذلك، يثير دمج الذكاء الاصطناعي في الرسم بعض التحديات والسلبيات، مثلاً أن يؤدي الاعتماد المفرط على التكنولوجيا إلى فقدان بعض جوانب الحس الفني الإنساني.ومع أنه يعتبر تطورًا مهماً في عالم الفن، إلا أنه لابد ألا يلغي دور الرسام، بل أن يصبح شريكًا في العملية الإبداعية، يساعد في تنفيذ الأفكار ، وتوسيع نطاق التعبير الفني.وفي الوقت الذي يواصل فيه الذكاء الاصطناعي تطوره، سيواجه الفنانون تحدي الاستفادة من هذه التكنولوجيا بطرق تعزز إبداعهم دون أن تفقد الفن روحه الإنسانية.