بقلم وديع بنجابي
في مساء الأمس و في أمسية بغاية الجمال ، كنت أجلس مقابل أحد أصدقائي، ولاحظت عبارة على قميصه تقول: “المستقبل هو قصتك لتكتبها”. تلك الكلمات البسيطة حملت معنى عميقًا، أخذني إلى التفكير في كيف يمكننا أن نصنع مستقبلنا بأيدينا، وكيف يكون اليوم الذي نعيشه هو البداية الحقيقية لهذه القصة.
في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتداخل فيه الخطط، غالبًا ما ننسى أن نعيش الحاضر، ننشغل بما سيأتي وننسى جمال اللحظة التي بين أيدينا. “قصة اليوم” ليست مجرد حكاية عابرة، بل هي دعوة لأن نخطو خطواتنا بيقظة، وأن نختبر الحياة كما هي، بكل ما تحمله من بساطة وسحر.
أهمية عيش اللحظة
في كل يوم تمر بنا لحظات صغيرة، قد لا نعيرها اهتمامًا في زحمة الحياة. لحظات هادئة، مليئة بالضحكات، أو حتى لحظات الصمت التي تتيح لنا التنفس بعمق والشعور بالسلام. هذه اللحظات قد تبدو عابرة، لكنها هي التي تشكل نسيج حياتنا، تضفي عليها معنى، وتجعل لكل يوم قيمة فريدة.
عيش اللحظة يعني أن نكون حاضرين حقًا، أن نستمتع بتفاصيل حياتنا دون القلق المستمر بشأن المستقبل أو الندم على الماضي. فعندما نستسلم للانشغال بالآتي، نفقد فرصة الاستمتاع بما لدينا الآن، بفرح اللحظة، ونفوت على أنفسنا سحرها.
التوازن بين الحاضر والمستقبل
بالطبع، لا يعني عيش اللحظة أن نتجاهل التخطيط للمستقبل. بل على العكس، التخطيط جزء أساسي من تحقيق الطموحات والأهداف. لكن الأهم هو ألا يصبح هذا التخطيط عائقًا أمام الاستمتاع بحياتنا اليومية. المستقبل مهم، ولكن اللحظة الحالية لا تقل أهمية عنه.
عندما نجمع بين التخطيط للمستقبل والاستمتاع باللحظة و الاستفادة من دروس و عبر الماضي ، نصبح قادرين على صنع حياة متوازنة، حياة تمنحنا الرضا والسلام الداخلي، وتجعلنا نشعر بأن كل يوم هو فرصة جديدة نضيف بها فصلاً جديدًا لقصة حياتنا.
كتابة قصتنا يومًا بيوم
“المستقبل هو قصتك لتكتبها” – تلك العبارة على قميص صديقي لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل كانت دعوة صادقة لأن نكون صانعي مستقبلنا، وأن نعيش حاضرنا بكل حب وشغف. كل يوم هو صفحة جديدة، وكل لحظة هي كلمة تُضاف إلى قصة حياتنا.
فلنستمتع بقصتنا يومًا بيوم، ولنعيش حياتنا بعمق وصدق، نترك أثرًا إيجابيًا لأنفسنا ولمن حولنا، ونتذكر دائمًا أن السعادة تكمن في اللحظة، وأن كل يوم يمكن أن يكون “قصة اليوم”.