في الذكرى الـ77 للنكبة: الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية يُجدد العهد لفلسطين ويدعو لحماية حقوق الإنسان.. وعمرو الكاشف يؤكد: الاحتلال إلى زوال

أحيا الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية – فرع مصر، برئاسة السيدة آمال الأغا، الذكرى السابعة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، مساء اليوم في القاهرة، تحت شعار “لن نرحل… فلسطين للفلسطينيين”، وذلك ضمن فعالية وطنية حاشدة جمعت أبناء الجالية الفلسطينية ومناصرين من مختلف الأطياف العربية والمصرية، في رسالة وفاء لقضية لم تُنس، وتأكيدا على حق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والعودة.

الكاشف: الاحتلال هو أصل العنف.. ونهاية إسرائيل حتمية

وفي كلمة لافتة، أكد الكاتب والروائي عمرو الكاشف، مؤلف كتاب “نهاية إسرائيل الإرهابية”، أن الرواية جاءت استجابة لواقع دموي يعيشه الشعب الفلسطيني يوميًا، وسط صمت دولي مريب وتخاذل مؤسساتي تجاه حقوق الإنسان الأساسية، على رأسها الحق في الحياة والأمن والتعليم والصحة.

وأوضح الكاشف أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على المدنيين، خصوصًا في غزة، وما أسفر عنه من استشهاد آلاف الأطفال والنساء، كان المحفّز الأساسي لكتابة هذا العمل الأدبي، الذي يوثّق ممارسات الاحتلال من خلال رؤية درامية تتنبأ بسقوط هذا الكيان الذي تأسس على نفي الآخر وانتهاك القانون الدولي الإنساني.

وأشار إلى أن الرواية، التي تقع في 170 صفحة، تسرد تصاعد الأحداث حتى اندلاع حرب كبرى تُوَحِّد فيها الدول العربية قواها ضد الاحتلال، بقيادة شخصية رمزية باسم “أمجد سالم”، يُجسّدها غلاف الرواية، ليتحقق حلم طال انتظاره بإقامة دولة فلسطينية حرة ذات سيادة، وعودة المهجرين إلى قراهم ومدنهم، في مشهد يمثل انتصارًا للعدالة التاريخية والإنسانية.

وكشف الكاشف أن جزءًا من دافعه الشخصي لتأليف الرواية يعود إلى تجربة جده، عبد الحافظ، الذي أُسر خلال نكسة عام 1967، معتبرًا أن النكبة لا تزال حاضرة في الذاكرة الفردية والجمعية، ما يحتّم مواصلة النضال بالكلمة والفعل حتى التحرير.

آمال الأغا: ما يحدث في غزة اليوم هو جريمة إبادة جماعية

من جهتها، قالت السيدة آمال الأغا، رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية – فرع مصر، إن النكبة لم تكن مجرد لحظة في تاريخ الشعب الفلسطيني، بل جرحًا مفتوحًا ما زال ينزف بعد مرور 77 عامًا، نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي بسياساته العنصرية والتهجيرية، وتجاهله التام للمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

وأكدت الأغا أن ما يجري اليوم في قطاع غزة من إبادة جماعية ممنهجة وتهجير قسري وتجويع للمدنيين، لا يمكن فصله عن النهج الاستعماري الإسرائيلي المستمر منذ عام 1948، محذرة من التبعات الكارثية لتواطؤ بعض الأطراف الدولية، وصمت أخرى، تجاه هذا الواقع الدموي.

وشددت على أن الشعب الفلسطيني سيظل متمسكًا بأرضه، وبهويته الوطنية، وبحقه المشروع في العودة، مطالبة المجتمع الدولي، ومؤسسات حقوق الإنسان، بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في وقف هذه الانتهاكات الجسيمة.

وسلطت الأغا الضوء على قضية اللاجئين، بوصفها جوهر النكبة، محذّرة من محاولات الاحتلال طمسها عبر استهداف “الأونروا”، الشاهد الأممي على حق اللاجئين في العودة، مؤكدة أن استمرار استهداف المؤسسات الإنسانية يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف.

المقاومة الثقافية والبيئية.. رمزية الحجر والشجر

في سياق متصل، قدّمت الدكتورة عالية عكاشة، مؤلفة كتاب “عمارة المقاومة”، مداخلة حول محور “ذاكرة الشجر والحجر في فلسطين”، مشيرة إلى الأبعاد الرمزية العميقة للطبيعة الفلسطينية في الوجدان الجمعي، باعتبارها مرآة للهوية ومخزنًا لذاكرة المقاومة.

وبيّنت أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى منذ اللحظة الأولى لطمس معالم الوجود الفلسطيني، ليس فقط من خلال القتل والتهجير، بل عبر إعادة تشجير الأراضي بطريقة زائفة، وتزييف الحقائق لخلق رواية موازية، تنفي الحق الفلسطيني وتحاول إسقاطه من التاريخ.

السردية الإعلامية… المعركة مستمرة

من جانبه، تحدث الدكتور ماجد تربان، أستاذ الإعلام الرقمي بجامعة الأقصى في غزة، حول ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني والعربي في مواجهة السردية الإسرائيلية المدعومة سياسيًا وتقنيًا من الولايات المتحدة.

ودعا إلى تعزيز أدوات الإعلام الرقمي كوسيلة فعالة لإيصال الرواية الفلسطينية الحقيقية إلى العالم، خاصة في ظل تصاعد حملات التضليل وتشويه الحقائق، مشيرًا إلى أن المعركة اليوم هي معركة وعي، لا تقل أهمية عن المعركة الميدانية.

مداخلات شعرية وأدبية.. والرسالة واحدة

شهدت الفعالية أيضًا مشاركة لافتة من عدد من الشخصيات الثقافية والأدبية، من بينهم الدكتورة كريمة الحفناوي، والباحثة السودانية سلمى الفلاح التي ألقت قصيدة حماسية دعماً لفلسطين، إلى جانب كلمات مؤثرة لكل من الكاتبة أماني النونو، والشاعر حسن بحر، واللذَين عبّرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفض الاحتلال وممارساته.


خلاصة الرسالة التي حملها هذا اللقاء الوطني: أن النكبة مستمرة، لكن الإرادة الفلسطينية صامدة، وأن النضال من أجل الحقوق المشروعة – وفي مقدمتها حق العودة، ووقف الانتهاكات، وبناء دولة فلسطينية مستقلة – هو نضال إنساني قبل أن يكون سياسيًا.

شاهد أيضاً

مستشفى النور التخصصي بمكة ينقذ حياة مقيم من جلطة قلبية حادة

منصور نظام الدين – عبدالله بنجابي :مكة المكرمة :- تمكّن فريق طبي متخصص في مستشفى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *