صحيفة محبي مكة – جدة
في رحلةٍ جمعت بين شغف المعرفة وسحر الفنون، زار عدد من شباب “نادي العالم الصغير” المعنيّ بالتنمية الثقافية والتواصل الحضاري، فعاليات بينالي الفنون الإسلامية المقام بمدينة جدة، ضمن برنامج يهدف إلى تعريف الناشئة بعمق التراث الإسلامي وتنوع تجلياته الإبداعية حول العالم.
وقد عبّر أعضاء النادي عن سعادتهم البالغة بهذه التجربة الثقافية الاستثنائية، لا سيّما حين توقفوا عند أحد أكثر العروض إثارةً للدهشة: فن “ويانغ سادات”، ذلك الشكل الإندونيسي من مسرح الظل الذي يقدّم قصص الدعاة التسعة (الولي سونغو) بأسلوب بصري يجمع بين الإيمان، والجمال، والرمزية الإسلامية.
وبينما جلس الحضور أمام الشاشة النصف شفافة، وأصداء موسيقى الغاميلان تنساب من بعيد، بدا واضحاً تأثير هذا العرض في عيون الشباب، الذين لم يخفوا اندهاشهم من الطريقة التي تُروى بها تعاليم الإسلام عبر الظلال والألوان، والمجازات البصرية التي تربط المسجد بأركان الإيمان والقرآن الكريم.
يقول أحد المشاركين الطالب انس عثمان : “لم أتخيّل أن الفن يمكن أن يكون وسيلة تعليمية بهذا العمق. عرض ويانغ سادات جعلني أشعر بأنني أعيش داخل قصة من التاريخ، لكن بطريقة حديثة وساحرة.”
من جهته، صرّح المشرف على الرحلة المستشار وديع بنجابي بأن مثل هذه الزيارات تفتح أبواباً جديدة لفهم الإسلام ليس فقط كدين، بل كثقافة عالمية عميقة ومتنوعة، داعياً إلى استمرار مثل هذه المبادرات التي تبني جسور الفهم بين الأجيال والتجارب الإسلامية المختلفة.
إن بينالي الفنون الإسلامية، الذي يقام تحت شعار ” ما بينهما “، يقدّم منصة فريدة للاحتفاء بالإبداع الفني الإسلامي من أرجاء العالم، ويشكّل محطة إلهام لكل من يسعى لاستكشاف الدين من بوابات الجمال والحكمة والرمز.